كاريتاس: الهند موطن لثاني أعلى عدد من سكان العالم يعانون نقص التغذية

كشف تقرير حديث نشرته منظمة "كاريتاس" أنه من المفارقات أن الهند، المعترف بها بخبرتها الزراعية، هي موطن لثاني أعلى عدد من السكان في العالم يعانون من نقص التغذية.

كما احتلت الهند المرتبة 107 من بين 121 دولة، في مؤشر الجوع العالمي لعام 2022، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة سوء التغذية، خاصة بين الأطفال في البلاد.

واستجابة لهذه القضية الحرجة، شرعت "كاريتاس الهند" في رحلة تحويلية لتحسين المدخول الغذائي لأطفال المدارس من خلال إنشاء حدائق التغذية في المباني المدرسية.

ويعد مفهوم "حدائق التغذية" استراتيجية مقنعة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني والتنوع الغذائي، وتلعب هذه الحدائق دورا محوريا في مواجهة التحديات متعددة الأوجه، بما في ذلك فقر الدم بين الأمهات، وارتفاع معدلات التقزم، ووفيات الأطفال.

وفي حين أن الحكومة الهندية شرعت في اتخاذ العديد من التدابير لضمان الأمن الغذائي، إلا أن الحاجة إلى نهج مبتكرة لمعالجة سوء التغذية لا تزال واضحة.

وفي إطار برنامج غرام نيرمان، شاركت "كاريتاس الهند" بنشاط في 165 قرية ريفية، حيث تعاني هذه المناطق من الفقر، و يعيش جزء كبير من السكان تحت خط الفقر.

ويعكس خط الفقر، كما حددته الحكومة الهندية، التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأفراد والأسر التي تحتاج إلى الدعم.

وفي مسعى تدعمه "كاريتاس أستراليا" و"المعونة الأسترالية"، مكنت "كاريتاس الهند" 33 مدرسة ريفية، يرتادها في المقام الأول أطفال من القبائل المجدولة والمجتمعات الطبقية المجدولة، لزراعة حدائق التغذية داخل مبانيها.

وكان للجان إدارة المدرسة دور فعال في تبني هذا المفهوم المبتكر، وكان اختيار بذور الخضروات، المدعم بالقيمة الغذائية، جهدا تعاونيا شاركت فيه مؤسسات بانشاياتي راج (PRIs) والعاملين الصحيين ومجموعات المزارعين الحالية.

تنتج هذه الحدائق الآن خضروات أساسية مثل الليدي فينجر والطماطم واليقطين والكزبرة والخضروات الورقية، والتي تم دمجها في مبادرة Pradhan Mantri Poshan Shakti Nirman (PM Poshan)، المعروفة سابقا باسم برنامج وجبة منتصف اليوم.

تأثير حدائق التغذية

تشارك سووارنا، وهي طالبة في الصف الخامس في المدرسة الابتدائية الحكومية في بيجليبارا، نيتانار- جاغدالبور، باستار، بحماس: "لقد أنشأنا نحن الطلاب ومعلمنا حديقة مطبخ، والآن نستمتع بالخضروات الخضراء والطازجة كل يوم".

وقد عززت هذه المبادرة المتواضعة والمبتكرة بشكل كبير المدخول الغذائي اليومي لهؤلاء الأطفال، بما يتماشى بسلاسة مع مبادرة رئيس الوزراء بوشان الحكومية، التي تهدف إلى رفع الحالة التغذوية للأطفال المؤهلين وتعزيز الحضور المدرسي المنتظم بين الفئات المحرومة.

وفي المدرسة الابتدائية الحكومية في بيجليبارا يقول أحد التلاميذ: "تلقينا بذور الخضروات من كاريتاس الهند، والتي زرعناها في حديقة مطبخنا.. الآن لدينا خضروات طازجة في وجباتنا في منتصف النهار".

وتشمل هذه المبادرة المؤثرة، التي تيسرها "كاريتاس الهند"، 33 حديقة تغذية من هذا القبيل كل عام، مع اكتساب النموذج زخما وتكراره في مدارس أخرى، ما يعزز ملكية المجتمع والقدرة على التكيف.

ومسعى "كاريتاس الهند" لتحويل المدارس إلى ملاذات غذائية لا يعزز المدخول الغذائي للأطفال فحسب، بل يجسد أيضا التزام المنظمة الثابت بمكافحة سوء التغذية وتعزيز الأمن الغذائي.. مدرسة واحدة في كل مرة.